٦٥إذا سَمَّى اللّه إنساناً بأنه عَبْدُه جَعَلَه من جملة الخواص؛ فإذا قال : ( عبدي ) جعله من خاص الخواص . { ءَاتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا } : أي صار مرحوماً من قِبَلِنا بتلك الرحمة التي خصصناه بها من عندنا ، فيكون الخضربتلك الرحمة مرحوماً ، ويكون بها راحماً على عبادنا . { وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } : قيل العلم من لدن اللّه ما يتحصل بطريق الإلهام دون التكلف بالتّطَلُّب . ويقال ما يُعرَّف به الحقُّ - سبحانه - الخواصَ من عباده . ويقال ما يعرَّف به الحق أولياءَه فيما فيه صلاح عباده . وقيل هو ما لا يعود منه نَفْعٌ إلى صاحبه ، بل يكون نفعُه لعباده مِمَّا فيه حقُّ اللّه - سبحانه . ويقال هو ما لا يَجِد صاحبُه سبيلاً إلى جحده ، وكان دليلاً على صحة ما يجده قطعاً؛ فلو سألتَه عن برهانه لم يجد عليه دليلاً؛ فأقوى العلوم أبعدها من الدليل . |
﴿ ٦٥ ﴾