٣

عَمِيَتْ بصائرُهم وعامت أفهامهم ، فهم في غباوة لا يستبصرون ، وفي أكنة عمَّا اقيم لهم من البرهان فهم لا يعلمون .

قوله : { وَأَسَرُّوا النَّجْوَى . . . } لَمَّا عجزوا عن معارضته ، وسقطوا عن التحدي ، وظهرت عليهم حُجَّتُهُ رَجَّمُوا فيه الفِكْرَ ، وقَسَّمُوا فيه الظن ، فمرةً نسبوه إلى السحر ، ومرةً وصفوه بقول الشعر ، ومرة رَمَوْه بالجنونِ وفنونٍ من العيوب . وقبل ذلك كانوا يقولون عنه : هو محمدٌ الأمين ، كما قيل :

أشاعوا لنا في الحيِّ أشنعَ قصةٍ ... وكانوا لنا سِلْماً فصاروا لنا حَرْباً .

﴿ ٣