٤

خاطَبَهم على قَدْرِ عقولهم وعقائدهم حيث قالوا : المسيحُ ابن اللّه ، وعُزَيْرُ وَلَدُ اللّه؛ فقال : لو أراد أن يتَّخِذَ وَلَداً للتبنِّى والكرامة لاخْتَارَ من الملائكة الذين هم مُنْزَّهون عن الأكل والشرب وأوصاف الخَلْقِ .

ثم أخبر عن تَقَدُّسِه عن ذلك فقال :{ سُبْحَانَهُ هُوَ اللّه الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } تنزيهاً له على اتخاذ الأولاد . . . لا في الحقيقة لاستحالة معناه في نَعْتِه ، ولا بالتبنِّي لِتَقَدُّسِه عن الجنسية والمحالات ، وإنما يذكر ذلك على جهة استبعاد ، ؛ إذا لو كان ذلك فيكف كان يكون حُكْمُه؟ كقوله تعالى : { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلاَّ اللّه لَفَسَدَتَا }[ الأنبياء : ٢٢ ] .

﴿ ٤