٢٩

مَثَّلَ الكافرَ ومعبوديه بعبدٍ اشترك فيه متنازعون .

{ فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ } : فالصنم يدعي فيه قومٌ وقومٌ آخرون؛ فهذا يقول : أنا صَنَعْتُه ، وذلك يقولك أنا استعملْتُه ، وثلاث يقول : أنا عَبَدْتُه .

أمّا المؤمن فهو خالِصٌ للّه عزَّ وجل ، يشبه ( عبداً سَلَماً لرجل ) أي ذا سلامة من التنازع والاختلاف .

ويقال : { رَّجُلاً فِيهَ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ } تتجاذبه أشغال الدُّنيا ، شُغْلُ الوَلدِ وشغل العيال ، وغيرُ ذلك من الأشغالِ المختفلةِ والخواطرِ المُشَتِّتَةِ .

أمَّا المؤمِن فها خالصٌ للّه ليس لأحدٍ فيه نصيب؛ ولا للدنيا معه سبب إذ ليس منها شيء ، ولا للرضوان معه شُغْل ، إذْ ليس له طاعات يُدِلُّ بها ، وعَلَى الجملة فهو خالص للّه ، قال تعالى لموسى : { وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِى }[ طه : ٤١ ] أي أبقيتُكَ لي حتى لا تصلح لغيره .

{ الْحَمْدُ للّه بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } : الثناءُ له ، وهو مُسْتَحِقٌّ لصفات الجلال .

﴿ ٢٩