سورة الرحمن

١-٢

أي الرحمن الذي عَرَفَه الموحِّدون وجَحَدَه الكافرون هو الذي علَّم القرآن . ويقال : الرحمن الذي رحمهم ، وعن الشِّرك عَصَمَهم ، وبالإيمان أكرمهم ، وكلمةَ التقوى ألزمهم - هو الذي عرَّفهم بالقرآن وعلَّمهم .

ويقال : انفرد الحقُّ عرَّفهم بالقرآن لعِباده .

ويقال : أجرى اللّه سُنَّتَه أنه إذا أعطى نبينا صلى اللّه عليه وسلم شيئاً أَشْرَكَ أُمتَّه فيه على ما يليق بصفاتهم؛ فلمَّا قال له (صلى اللّه عليه وسلم) : { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ }[ النساء : ١١٣ ] .

قال لأمته : { الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْءَانَ } .

ويقال : علَّم اللّه آدمَ الأسماءَ كلَّها ثم أمره بِعَرْضها على الملائكة وذكر آدمُ ذلك لهم - قال تعالى : { أنبئني بأسماء هؤلاء }[ البقرة : ٣٣ ] يا آدم ، وعلَّمَ ( نبيُّنا صلى عليه وسلم ) المسلمين القرآنَ فقال صلى اللّه عليه وسلم : ( لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ، والمُصَلِّي مُناجٍ ربه ) قال لآدم : أُذْكُرْ ما علَّمْتُكَ للملائكة . وقال لنا : ناجِنِي يا عبدي بما عَلَّمْتُك . وقد يُلاطَفُ مع أولاد الخَدم بما لا يُلاطَفُ به آباؤهم .

ويقال : لمَّا علَّم آدمَ أسماء المخلوقاتِ قال له : أَخْبِرْ الملائكة بذلك ، وعلَّمَنَا كلامَه وأسماءَه فقال : اقْرأوا عليَّ وخاطِبوا به معي .

ويقال : علَّم الأرواحَ القرآن - قَبْلَ تركيبها في الأجساد بلا واسطة ، والصبيانُ إنما يُعَلَّمُونَ القرآن - في حالِ صِغَرِهم - قبل أَنْ عَرَفَتْ أرواحُنا أحداً ، أو سَمِعْنا من أحدٍشيئاً . . علَّمَنَا أسماءَه .

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادَفَ قلبي فارغاً فَتَمَكَّنا

ويقال : سقياً لأيامٍ مضت - وهو يُعلِّمنا القرآن .

ويقال : برحمته علّمَهم القرآن؛ فبرحمته وصلوا إلى القرآن - لا بقراءة القرآن يَصِلُون إلى رحمته .

﴿ ١