سورة المجادلة

١

قوله جلّ ذكره : { قَدْ سَمِعَ اللّه قَولَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللّه } .

لمَّا صَدَقَت في شكواها إلى اللّه وأيِسَتْ من استكشاف ضُرِّها من غير اللّه - أنزل اللّه في شأنها : { قَدْ سَمِعَ اللّه } .

تَضَرَّعَتْ إلى اللّه ، ورَفَعَتْ قِصَّتَها إلى اللّه ، ونَشَرت غُصَّتَها بين يدي اللّه - فنَظرَ إليها اللّه ، وقال : { قَدْ سَمِع اللّه } .

ويقال : صارت فرجةً ورخصةً للمسلمين إلى القيامة في مسألة الظِّهار ، وليعلم العالِمون أنَّ أحداً لا يخسر عَلَى اللّه .

وفي الخبر : أنها قالت : ( يا رسول اللّه ، إنَّ أوساً تزوَّجني شابَّةً غنيةً ذات أهلٍ ، ومالٍ كثير ، فلما كبرت سِنِّي ، وذَهَبَ مالي ، وتَفَرَّق أهلي جعلني عليه كظَهْرِ أُمِّه ، وقد ندِم وندمِت ، وإنَّ لي منه صبيةً صِغَاراً إن ضَمَمْتُهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتُهم إليّ جاعوا ) .

فقال لها الرسول صلى اللّه عليه وسلم - في رواية- : ( ما أُمِرْتُ بشيءٍ في شأنك ) .

وفي رواية أخرى انه قال لها : ( بنْتِ عنه ) ( أي حرمت عليه ) .

فترددت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وشكت . . إلى أن أنزل اللّه حُكْم الظِّهار .

﴿ ١