٥قوله جل ذكره : { مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَركْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللّه وَلِيُخْزِىَ الْفَاسِقِينَ } . اللِّينة : كلُّ نوعٍ من النخيل ما عدا العجوة والبَرْنِيّ . لمَّا أمر سولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقَطْعِ بعض نخيل بني النضير قالت اليهود : ما فائدة هذا؟! فبقي المسلمون عن الجواب ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية ليوضِّح أن ذلك بإذن اللّه . . . فانقطعَ الكلامُ . وفي هذا دليلٌ على أن الشريعةً غيرُ مُعَلّلةٍ ، وأنَّ الأمرَ الشرعيَّ إذا جاء بَطَلَ التعليلُ ، وسَكَتَتْ الألسنةُ عن المطالبة ب ( لِمَ؟ ) وخُطُورُ الاعتراضِ أو الاستقباحِ خروجٌ عن حَدِّ العرفان . والشيوخُ . قالوا : مَنْ قال لأستاذِه وشيخه : ( لِمَ؟ ) لا يفلح . وكلُّ مريدٍ يكون لأمثالِ هذه الخواطر في قلبِه جَوَلان لا يجيءُ منه شيءٌ . ومَنْ لم يتجرَّدْ قلبُه من طَلَبِ التعليل ، ولم يباشِرْ حُسْنَ الرضا بكلِّ ما يجري واستحسانَ ما يبدوا من الغيب لِسٍرِّه وقلبِه - فليس من اللّه في شيء . |
﴿ ٥ ﴾