سورة الجمعة١قوله جل ذكره : { يُسَّبِحُ للّه مَا فِى السَّمَاواتِ وَمَا فِى الأَرْضِ } . تَسْبَحُ في بحارِ توحيد الحقِّ أسرارُ أهلِ التحقيق ، وبَحْرُهم بلا شاطىء؛ فبعد ما حصلوا فيها فلا خروجَ ولا براحَ ، فحازت أيديهم جواهرَ التفريد فرصَّعوها في تاج العرفان كي يَلْبَسُوه يومَ اللِّقاء . { الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعِزِيزِ الْحَكِيمِ } . { الْمَلِكِ } : الملك المتفرِّد باستحقاق الجبروت . { الْقُدُّوسِ } : المُنزَّهُ عن الدرك والوصول : فليس بيد الخَلْقِ إلاَّ عرفان الحقائق بنعت التعالي ، والتأمل في شهود أفعاله ، فأمَّا الوقوف على حقيقة أنِّيته - فقد جَلَّتْ الصمديةُ عن إشرافٍ عليه ، أو طمعِ إدراكٍ في حالٍ رؤيته ، أو جواز إحاطةٍ في العِلْم به . . فليس إلا قالة بلسانٍ مُسْتَنْطقٍ ، وحالة بشهودِ حقِّ مستغرق . وقُلْنَ بنا : نحن الأهِلَّة إنما ... نُضيءُ لِمَنْ يَسْرِي بليلٍ ولا نَقْرِي |
﴿ ١ ﴾