٢قوله جل ذكره : { هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الأُمِّيِّنَ رَسُولاً يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيِهمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكَتَابَ وَالْحِِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } . جرَّده كلِّ تكلُّفٍ لِتَعَلُّمٍ ، وعن الاتصافِ بتطَلُّبٍ . ثم بَعَثَه فيهم وأظْهَرَ عليه من الأوصاف ما فاق الجميع . فكما أيْتَمَهُ في الابتداء عن أبيه وامِّه ، ثم آواه بلُطْفِه - وكان ذلك أبلغَ وأتمَّ - فإنه كذلك أفرده عن تكلُّفِه العلم - ولكن قال : { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ }[ النساء : ١١٣ ] . وقال : { مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكَتَابُ وَلاَ الإِيَمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً }[ الشورى : ٥٢ ] ألبسه لباسَ العِزَّة ، وتوجَّه بتاج الكرامة ، وخَلَعَ عليه حُسْنَ التولِّي . لتكونَ آثارُ البشرية عنه مندرجة ، وأنوارُ الحقائقِ عليه لائحة . |
﴿ ٢ ﴾