سورة الانشقاق١قوله جلّ ذكره : { إِذَا السَّمَآءُ انشَقَّتْ } . { انشَقَتْ } : انصدعت . ٢{ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } . أي قابَلَتْ أمرَ ربِّها بالسمع والطاعة . . . وحقَّ لها أن تفعل ذلك . ٣{ وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ } . بُسِطَت بانكدار آكامها وجبالِها حتى صارت ملساء ، وألقت ما فيها من الموتى والكنوز وتخلَّت عنها . . . وقابلت أمر ربها بالسمع والطاعة . وجواب هذه الأشياء في قوله : { فَمُلاَقِيهِ } أي يَلْقَى الإنسانُ ما يستحقه على أعماله . ٦قوله جلّ ذكره : { ياأيها الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } . { ياأيها الإِنسَانُ } : يأيها المُكلَّفُ . . . إنَّك ساعٍ بما لَكَ سَعْياً ستلقى جزاءَه؛ بالخير خيراً وبالشَّرِّ شَرّاً . ٧{ فَأَمَّا مَنْ أُتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } . وهو المؤمن المحسن . ٨{ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } . أي حساباً لا مَشقَّة فيه . ويقال : { حِسَاباً يَسِيراً } أي يُسْمِعُه كلامَه - سبحانه - بلا واسطة ، فيُخَفِّفُ سماعُ خطابِه ما في الحساب من عناءٍ . ويقال : { حِسَاباً يَسِيراً } : لا يُذَكِّرُه ذنوبَه . ويقال : ألم أفعل كذا؟ وألم أفعل كذا؟ يعُدُّ عليه إحسانَه . . . ولا يقول : ألم تفعل كذا؟ لا يُذكِّرُه عصيانَه . ٩{ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً } . أي بالنجاة والدرجات ، وما وَجَدَ من المناجاة ، وقبول الطاعات ، وغفران الزَّلاّت . ويقال : بأن يُشفِّعَه فيمن يتعلَّق به قلبُه . ويقال : بألا يفضحه . ويقال : بأن يَلْقى ربَّه ويُكَلِّمَه قبل أَنْ يُدْخِلَه الجنة فيَلْقى حَظِيَّتَه من الحورِ العين . ١٠قوله جلّ ذكره {وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } . وهو الكافر . ١١{ فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } . أي وَيْلاً . ١٢{ وَيَصْلَى سَعِيراً } . جهنم . ١٣{ إِنَّهُ كَانَ فِى أَهْلِهِ مَسْرُوراً } . من البَطَرِ والمدح . ١٤{ إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } . أنه لن يرجعَ إلينا ، ولن يُبْعَثَ . ١٦قوله جلّ ذكره : { فَلآَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ } . بالحُمْرَةِ التي تعقب غروبَ الشمس . ١٧{ وَالَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } . وما جَمَعَ وضمَّ . ١٨{ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ } . تَمَّ واستوى واجتمع . ويقال : الشَّفَقُ حين غربت شمسُ وصالهم ، وأُذيقوا الفراقَ في بعض أحوالهم ، وذلك زمانُ قبضٍ بعد بَسْطٍ ، وأوانُ فَرْقٍ عُقَيْبَ جَمْعٍ . { وَالَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } : ليالي غيبتهم وهم بوصف الاستياقِ؛ أو ليالي وصالهم وهم في روح التلاقي ، أو ليالي طَلَبِهم وهم بنعتِ القَلَبِ والاحتراقِ . { وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ } : إذا ظَهَرَ سلطانُ العرفان على القلوب فلا بَخْسَ ولا نُقْصان . ١٩قوله جلّ ذكره : { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ } . أي حالاً بعد حال . وقيل : من أطباق السماء . ويقال : شِدَّةً بعد شدَّة . ويقال : تاراتُ الإنسانِ طفلاً ثم شاباً ثم كهلاً ثم شيخاً . ويقال : طالباً ثم واصلاً ثم مُتَّصِلاً . ويقال : حالاً بعد حالٍ ، من الفقر والغِنَى ، والصحة والسَقّم . ويقال : حالاً بعد حالٍ في الآخرة . ٢٠قوله جلّ ذكره : { فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } . أي فما الكُّفَّارِ أُمَّتِكَ لا يُصَدِّقون . . . وقد ظهرت البراهين؟ ٢١-٢٣{ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْءَانُ لاَ يَسْجُدُونَ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } . { يُوعُونَ } أي تنطوي عليه قلوبُهم - من أَوْعَيْتُ المتاعَ في الظَّرْفِ أي جعلته فيه . ٢٤-٢٥{ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لُهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونِ } . { إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعِمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } فإنهم ليسوا منهم ، ولهم أجرٌ غيرُ مقطوع . |
﴿ ٠ ﴾