سورة البروج١قوله جلّ ذكره : { وَالسَّمَآءِ ذَاتِ البُرُوجِ } . أراد البروج الاثني عشر . ٢{ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ } . يوم القيامة . وجوابُ القَسَم قوله : { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } . ٣قوله جلّ ذكره : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } . يقال : الشاهدُ اللّه ، والمشهودُ الخَلْقُ . ويقال : الشاهدُ الخَلْقُ ، والمشهودُ اللّه؛ يشهدونه اليومَ بقلوبهم ، وغداً بأبصارهم . ويقال : الشاهدُ محمدٌ صلى اللّه عليه وسلم ، والمشهودُ القيامة ، قال تعالى : { وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلآَءِ شَهِيداً }[ النساء : ٤١ ] ، وقال في القيامة : { ذلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ }[ هود : ١٠٣ ] . وقيل : الشاهد يومُ الجمعة ، والمشهود يومُ عَرَفة . ويقال : الشاهدُ المَلَكُ الذي يكتب العمل ، والشاهدُ الإنسانُ يشهد على نفسه ، وأعضاؤه تشهد عليه؛ فهو شاهد وهو مشهود . ويقال : الشاهدُ يومُ القيامة ، والمشهودُ الناس . ويقال : المشهودُ هم الأمة لأنه صلى اللّه عليه وسلم يشهد لهم وعليهم . ويقال : الشاهدُ هذه الأمة ، والمشهودُ سائر الامم . ويقال : الشاهدُ الحجرُ الأسود لأنَّ فيه كتابَ العهد . ويقال : الشاهدُ جميعُ الخَلْق؛ يشهدون للّه بالوحدانية ، والمشهود اللّه . ويقال : الشاهدُ اللّه؛ شهد لنفسه بالوحدانية ، والمشهودُ هو لأنه شهد لنفسه . ٤-٥أي لُعِنوا . والأخدودُ : الحُفْرةُ في الأرض إِذا كانت مستطيلةً ، وقصتهم في التفسير معلومة و ( الوقود ) الحطب . وهم أقوامٌ كتموا إيمانَهم فلمَّا عَلِمَ مَلِكُهم بذلك أضرم عليهم ناراً عظيمة ، وألقاهم فيها . وآخِرُ مَنْ دَخَلَها امرأةٌ كان معها رضيعٌ ، وهَمَّت أن ترجع ، فقال لها الولد : قِفي واصبري . . . فأنت على الحقِّ . وألقوها في النار ، واقتحمتها ، وبينا كان أصحابُ الملك قعوداً حوله يشهدون ما يحدث ارتفعت النارُ من الأخدود وأحرقتهم جميعاً ، ونجا من كان في النار من المؤمنين وسَلِموا . ٨-٩قوله جلّ ذكره : { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلآَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللّه العَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّه عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ } . ما غَضبوا منهم إلاَّ لإيمانهم . ١٠قوله جلّ ذكره : { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } . أي أحرقوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا عن كفرهم { فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } : نوعٌ من العذاب ، { وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } : نوع آخر . ١١قوله جلّ ذكره : { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ } . { ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ } : النجاة العظيمة . ١٢{ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } . البطشُ الأخذ بالشدة . ١٣{ إِنَّهُ هُوَ يُبِدِئُ وَيُعِيدُ } . يُبدئُ الخَلْق ثم يُعيدُهم بعد البعث . ويقال : يبدئ بالعذاب ثم يُعيد ، وبالثواب ثم يُعيد . ويقال : يبدئ على حُكْم العداوة والشقاوة ثم يعيد عليه ، ويبدئ على الضعف ويعيدهم إلى الضعف . ويقال : يبدي الأحوال السَّنيَّة فإِذا وقعت حجبة يعيد ثانية . ويقال : يبدي بالخذلان أموراً قبيحة ثم يتوب عليه ، فإذا نَقَضَ توبتَه فلأَنه أعاد له من مقتضى الخذلان ما أجراه في أول حاله . ويقال : يبدي لطائفَ تعريفه ثم يعيد لتبقى تلك الأنوار أبداً لائحةً ، فلا يزال يبدي ويعيد إلى آخر العمر . ١٤قوله جلّ ذكره : { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ } . ( الغفور ) كثيرُ المغفرة ، ( الودود ) مبالغة من الوَادِّ ، ويكون بمعنى المودود؛ فهو يغفر له كثيراً لأنه يَوَدُّهم ، ويغفرُ لهم كثيراُ لأنهم يودُّنه . ١٥قوله جلّ ذكره : { ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ } . ذو المُلْكِ الرفيع ، والمَجْد الشريف . ١٦{ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } . لأنه مالِكٌ على الإطلاق؛ فلا حَجْر عليه ولا حَظْرَ . ١٧قوله جلّ ذكره : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ } . الجموع من الكفار . ١٨{ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ } . وقد تقدم ذكر شأنهما . ١٩{ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِى تَكْذِيبٍ } . { الَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني مُشْرِكي مكة؛ { فِى تَكْذِيبٍ } للبعث والنشر . ٢٠{ وَاللّه مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُ } . عالمٌ بهم . ٢١-٢٢{ فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظِ } مكتوبٍ فيه . وجاء في التفسير : أنَّ اللوحَ المحفوظ خُلِقَ من دُرَّةٍ بيضاء ، دِفَّتَاه من ياقوته حمراء عَرْضُها بين السماء والأَرض ، وأعلاه متعلِّقٌ بالعرش ، وأسفله في حِجْرِ مَلَكٍ كريم . والقرآن كما هو محفوظ في اللوح كذلك محفوظ في قلوب المؤمنين ، قال تعالى : { بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ }[ العنكبوت : ٤٩ ] فهو في اللوح مكتوبٌ ، وفي القلوبِ محفوظٌ . |
﴿ ٠ ﴾