سورة الفجر١قوله جل ذكره : { وَالفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ } . الفجرُ انفجارُ الصُّبح وهو اثنان : مستطيلٌ وقصير؛ ففي التفسير : إنه فَجْرُ المحرَّم لأنه ابتداء السنة كلها ، وقيل : فجر ذي الحجة . ويقال : هو الصخور ينفجر منها الماء . ويقال : أقسم به لأنَّه وقتُ عبادة الأولياء عند افتتاحهم النهار . ٢{ وَلَيَالٍ عَشْرٍ } قيل : هي عَشْرُ ذي الحجة ، ويقال : عَشْرُ المحرم؛ لأن آخرها عاشوراء . ويقال : العَشْرُ الأخيرة من رمضان . ويقال : هي العَشْرُ التي ذكرها اللّه في قصة موسى عليه السلام تمَّ به ميعاده بقوله : { وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ } . ويقال : هو ( فجرُ ) قلوبِ العارفين إذا ارتقوا عن حدِّ العلم ، وأسفر صُبْحُ معارفِهم ، فاستغنوا عن ظلمة طلب البرهان بما تجلَّى في قلوبهم من البيان . ٣{ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } . جاء في التفاسير : الشفعُ يومُ النَّحْرِ ، والوتر يوم عَرَفَة . ويقال : آدم كان وتراً فشُفِعَ بزوجته حواء . وفي خبرٍ : إنها الصلوات منها وتر ( كصلاة المغرب ) ومنها شفع كصلاة الصُّبْح . ويقال : الشفع الزوج من العَدَد ، والوتر الفَرْدُ من العدد . ويقال : الشفع تضادُّ أوصاف الخَلْق : كالعلم والجهل ، والقدرة والعجز ، والحياة والموت . والوتر انفرادُ صفاتِ اللّه سبحانه عمَّا يضادُّها؛ علم بلا جهلٍ ، وقدرة بلا عجزٍ ، وحياة بلا موتٍ . ويقال : الشفعُ الإرداة والنية ، والوتر الهِمَّة؛ لا تكتفي بالمخلوق ولا سبيل لها إلى اللّه - لتَقَدُّسِه عن الوَصْلِ والفَصْل . . فبقيت الهِمَّةُ غريبةً . ويقال : الشفع الزاهد والعابد ، لأن لكل منهما شكلاً وقريناً ، والوترُ المريدُ فهو كما قيل : فريدٌ من الخِلاَّنِ في كل بلدةٍ ... إذا عَظُمَ المطلوبُ قَلَّ المساعدُ ٤{ وَالَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } . ( يسري ) يمضي . ٥-٧قوله جل ذكره : { هَلْ فِى ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حَجْرٍ } . ( حِجْرٍ ) . لُبٍّ . وجوابُ القَسَمِ : { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ } . ١٣{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ } . ذكر قصص هؤلاء المتقدمين . . . إلى قوله : { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } . أي : شدة العذاب . ١٤{ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرِصَادِ } . لا يفوته شيءٌ . ١٥-١٦قوله جلّ ذكره : { فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَكْرَمَنِ وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَهَانَنِ } . { فيقول ربي أكرمني } : أي : شَكَرَه . { فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ } . أي : ضيَّق ، { فيقول ربي أَهانني } . أي : أذلَّني . كلا . . ليس الإذلالُ بالفقر إنما بالخذلانِ للعصيان . ١٧قوله جل ذكره : { كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ } . أي : أنتم تستحقون الإهانة على هذه الخصال المذمومة؛ فلا تُكْرِمون اليتيمَ . ١٨-١٩{ وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمًّا } . لمَّا . أي شديداً . ٢٠{ وَتُّحِبُّونَ المَالَ حُبّاً جَمّاً } . جَمًّا أي كثيراً . ٢١قوله جل ذكره : { كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } . أي : قامت القيامة . ٢٢{ وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } . { وَجَآءَ رَبُّكَ } أي الملائكه بأمره . ويقال : يفعل فعلاً فيُسميه مجيئاً . ٢٣{ وَجِأْىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } . يقال : تُقَاد جهنم بسبعين ألف زمام . وفي ذلك اليوم يتذكر الإنسانُ . . . ولا يَنْفَعه التذكَّر ، ولا يُقْبَلُ منه العُذْرُ . ٢٤{ يَقُولُ يَالَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى } . أي : أطَعْتُ ربِّي ونظرت لنفسي . ٢٥-٢٦{ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ } . أي : لا يعذَّب في الدنيا أحدٌ مثلما يعذَّبه اللّه في ذلك اليوم . . إذا قرئت الذال بالكسر . أما إذا قرئت بالفتح { لا يعذب } فالمعنى : لا يُعَذَّبُ أحدٌ مثلما يُعَذَّبُ هذا الكافر . ٢٧قوله جل ذكره : { ياأيتها النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ } . الروحُ المطمئنةُ إلى النفس . ويقال : المطمئنةُ بالمعرفة : ويقال : المطمئنة بذكر اللّه . ويقال : بالبشارة بالجنة . ويقال : النفس المطمئنة : الروح الساكنة . ٢٨{ ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَةً } . راضيةً عن اللّه ، مَرْضيةً من قِبَل اللّه . ٢٩-٣٠{ فَادْخُلِى فِى عِبَادِى وَادْخُلِى جَنَّتِى } . أي : في عبادي الصالحين . |
﴿ ٠ ﴾