سورة الضحى١قوله جل ذكره : { وَالضُّحَى وَالَّيْلِ إِذَا سَجَى } . ( والضحى ) : ساعةٌ من النهار . أو النهارُ كلُّ يُسَمّى ضُحًى . ويقال : أقسم بصلاة الضُّحى . ويقال : الضحى الساعةٌ التي كَلَّم فيها موسى عليه السلام . ٢{ وَالَّيْلِ إِذَا سَجَى } أي : ليلة المعراج ، و ( سجا ) : أي سَكَن ، ويقال : هو عامٌّ في جِنْسِ الليل . ويقال : ( الضحى ) وقت الشهود . { وَالَّيْلِ إِذَا سَجَى } الذي قال : إنه ليُغَانّ على قلبي . . ويقال : { الليل إذا سجا } حين ينزل اللّه فيه إلى السماء الدنيا - على التأويل الذي يصحُّ في وصفه . ٣{ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى } . ما قَطَعَ عنك الوحيَ وما أبغضك . وكان ذلك حين تأخَّر جبريلُ - عليه السلام - عنه أياماً ، فقال أهل مكة : إن محمداً قد قلاه ربُّه . ثم أنزل هذه السورة . وقيل : احتبس عنه جبريل أربعين يوماً ، وقيل : اثني عشر يوماً ، وقيل : خمسة وعشرين يوماً . ويقال : سبب احتباسه أن يهودياً سأله عن قصة ذي القرنين وأصحاب الكهف ، فوَعَدَ الجوابَ ولم يقل : إن شاء اللّه . ٤{ وَلَلأَخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى } . أي : ما يعطيك في الآخرة خيرٌ لَكَ مما يعطيك في الدنيا . ويقال : ما أعطاك من الشفاعة والحوض ، وما يُلْبِسُك من لباس التوحيدِ - غداً - خيرٌ مما أعطاكَ اليومَ . ٥{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } . قيل : أفترضى بالعطاء عن المُعْطِي؟ قال : لا . ٦قوله جل ذكره : { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوى } . قيل : إلى عمِّه أبي طالب . ويقال : بل آواه إلى كَنَفِ ظِلِّه ، وربَّاه بلطف رعايته . ويقال : فآواكَ إلى بِساطِ القربة بحيث انفردْتَ بمقامِك ، فلم يُشَارككْ فيه أحدٌ . ٧{ وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى } . أي : ضللْتَ في شِعابِ مكة ، فَهَدَى إليك عَمَّك أبا طالبٍ في حال صباك . ويقال : ( ضالاً ) فينا متحيِّراً . . فهديناك بنا إلينا . ويقال : ( ضالاً ) عن تفصيل الشرائع؛ فهديناك إليها بأن عرَّفناك تفصيلها . ويقال : فيما بين الأقوام ضلالٌ فهداهم بك . وقيل : ( ضالاً ) للاستنشاء فهداك لذلك . وقيل : ( ضالاً ) في محبتنا ، فهديناك بنور القربة إلينا . ويقال : ( ضالاً ) عن محبتي لك فعرَّفتك أنِّي أُحِبُّك . ويقال : جاهلاً بمحلِّ شرفِكَ ، فعرَّفْتُك قَدْرَكَ . ويقال : مستتراً في أهل مكة لا يعرفك أحدٌ فهديناهم إليك حتى عرفوك . ٨{ وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَى } . في التفسر : فأغناكَ بمال خديجة . ويقال : أغناك عن الإرداة والطلب بأن أرضاك بالفَقْد . ويقال : أغناك بالنبوَّة والكتاب . ويقال : أغناك باللّه . ويقال : أغناك عن السؤال حينما أعطاك ابتداءً؛ بلا سؤالٍ منك . ٩قوله جل ذكره : { فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلاَ تَقْهَر } . فلا تُخِفْه ، وارفقْ به ، وقرِّبْه . ١٠{وَأَمَّا السَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } . أي : إمَّا أن تُعْطِيَه . . أو تَرُدَّه برِفْقٍ ، أو وعدٍ . ويقال : السائلُ عنَّا ، والسائلُ المتحيِّرُ فينا - لا تنهرهم ، فإنَّا نهديهم ، ونكشف مواضع سؤالهم عليهم . . فلا طِفْهم أنت في القول . ١١{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } . فاشكُرْ ، وصَرِّحْ بإحسانه إليك ، وإنعامه عليك . |
﴿ ٠ ﴾