سورة الشرح١قوله جلّ ذكره : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } . ألَمْ نُوَسِّعْ قَلْبَكَ للإِسلام؟ ألم نُليِّنه للإِيمان؟ ويقال ألم نوسع صدرك بنور الرسالة؟ ألم نوسِّع صدرك لقَبُولِ ما نورِدُ عليك . ٢{ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِى أَنقَضَ ظَهْرَكَ } . أي : إثمْكَ قبل النبوَّة . ويقال : عصمناكَ عن ارتكابِ الوِزْرِ؛ فَوضْعُه عنه بأنَّه لم يستوجبْه قطّ . ويقال : خفضنا عنك أعباءَ النبوَّة وجعلناكَ محمولاً لا متحمِّلاً . ويقال : قويناك على التحمُّل من الخَلْق ، وقوَّيناك لمشاهدتنا ، وحفظنا عليك ما استحفظت ، وحرسناكَ عن ملاحظة الخَلْقَ فيما شرَّفناك به . ٣{ الذي أَنقَضَ ظَهْرَكَ } : أثقله ، ولولا حَمْلُنا عنك لَكُسِرَ . ٤{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } . بِذِكْرنا؛ فكما لا تَصِحُّ كلمةُ الشهادة إلا بي ، فإنها لا تَصِحُّ إلا بك . ويقال : رفعنا لك ذكرك بقول الناس : محمد رسول اللّه! ويقال : أثبتنا لك شرف الرسالة . ٥-٦{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } . وفي الخبر : ( لن يغلب عُسْرٌ يُسْريْن ) ومعناه : أن العسر بالألف واللام في الموضعين للعهد - فهو واحد ، واليُسْر مُنكَّرٌ في الموضعين فهما شيئان . والعُسْر الواحد : ما كان في الدنيا ، واليسران : أحدهما في الدنيا في الخصب ، وزوال البلاء ، والثاني في الآخرة من الجزاء وإذاً فعُسْرُ جميع المؤمنين واحد - هو ما نابهم من شدائد الدنيا ، ويُسْرُهم اثنان : اليومَ بالكَشْفِ والصَّرْفِ ، وغداً بالجزاء . ٧قوله جلّ ذكره : { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ } . فإذا فَرَغْتَ من الصلاة المفروضة عليك فانْصَبْ في الدعاء . ويقال : فإذا فرغت من العبادة فانصب في الشفاعة . ويقال : فإذا فرغت من عبادة نَفْسِك فانْصَبْ بقلبك . ٨{ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب } . في جميع الأحوال . ويقال : فإذا فرغت من تبليغ الرسالة فارغب في الشفاعة . |
﴿ ٠ ﴾