سورة التين١قوله جلّ ذكره : { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } . أقسم بالتين لما به من عظيم المِنَّةِ على الخَلْقِ حيث لم يجعل فيه النَّوى ، وخَلَّصَه من شائب التنغيص ، وجعله على مقدار اللُّقْمة لتكمل به اللذََّة . وجعل في ( الزيتون ) من المنافع مثل الاستصباح والتأدُّم والاصطباغ به . ٢{ وَطُورِ سِينينَ } . الجبل الذي كَلَّمَ اللّه موسى عليه . ولموضعِ قَدَمِ الأحباب حُرْمةٌ . ٣{ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ } . يعني : مكة ، ولهذا البلد شرف كبير ، فهي بلدُ الحبيب ، وفيها البيت؛ ولبيتِ الحبيبِ وبَلَدِ الحبيبِ قَدْرٌ ومنزلة . ٤قوله جلّ ذكره : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمِ } . في اعتدال قامتِه ، وحُسْنِ تركيب أعضائه . هذا يدل على أنَّ الحقَّ - سبحانه - ليس له صورة ولا هيئة؛ لأن كلَّ صفةٍ اشتراك فيها الخَلْقُ والحقُّ فالمبالغةُ للحقِّ . . كالعلم ، فالأعلمُ اللّه ، والقدرة : فالأقدَرُ اللّه فلو اشترك الخَلْقُ والخالقُ في التركيب والصورة لكانَ الأحسن في الصورة اللّه . . . فلمَّا قال : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } . عُلِمَ أَنَّ الحقَّ - سبحانه - مُنَزَّةٌ عن التقويم وعن الصورة . ٥قوله جلّ ذكره : { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } . أي : إلى أراذل العمر وهو حال الخَرَفِ والهَرَم . ويقال : { أَسْفَلَ سَافِلِينَ } : إلى النار والهاوية في أقبح صورة؛ فيكون أوَّلُ الآيةِ عامّاً وآخرها خاصًّا بالكفَّار . . كما أنَّ التأويلَ الأولَ - الذي هو حال الهَرَم - خاصُّ في البعض؛ إذ ليس كلُّ الناسِ يبلغون حالَ الهَرَم . ٦{ إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } . أي : غير منقوص . ويقال : { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } أي : إلى حال الشقاوة والكفر إلاَّ المؤمنين . ٧-٨قوله جلّ ذكره : { فَمَا يُكَذِّبُِكَ بَعْدُ بِالدِّينِ } . أيها الأنسانُ . . مع كل هذا البرهان والبيان؟ { أَلَيْسَ اللّه بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } . |
﴿ ٠ ﴾