سورة القدر

١

قوله جلّ ذكره : { إنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ } .

في ليلةٍ قَدَّرَ فيها الرحمةَ لأوليائه ، في ليلةٍ يجد فيها العابدون قَدْرَ نفوسِهم ، ويشهد فيهَا العارفون قَدْرَ معبودهم . . وشتان بين وجودِ قَدْرٍ وشهودِ قَدْرٍ! فلهؤلاء وجودُ قَدْرٍ ولكن قدر أنفسهم ، ولهؤلاء شهود قدرٍ ولكن قدر معبودهم .

٢

{ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } .

استفهامٌ على جهة التفخيم لشأن تلك الليلة .

٣

{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } .

أي : هي خيرٌ من ألف شهر ليست فيها ليلة القدر . هي ليلةٌ قصيرةٌ على الأحباب لأنهم فيها في مسَامرةٍ وخطاب . . كما قيل :

يا ليلة من ليالي الدهرِ ... قابلت فيها بَدْرَها بِبَدْرِ

ولم تكن عن شَفَقٍ وفَجْرٍ ... حتى تولّت وهي بَكْرُ الدهرِ

٤-٥

قوله جلّ ذكره : { تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } .

{ وَالرُّوحُ فِيهَا } : قيل جبريل .

وقيل : مَلَكُ عظيم .

{ بِإِذْنِ رَبِّهِم } : أي بأمر ربهم .

{ مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ } : أي مع كل مأمورٍ منهم سلامي عَلَى أوليائي .

{ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } : أي هي باقية إلى أن يطلع الفجر .

﴿ ٠