سورة العصر

١-٢

قوله جلّ ذكره : { وَالعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ } .

{ العصر } : الدهر - أقسم به .

ويقال : أراد به صلاة َ العصر . ويقال : هو العَشِيّ .

{ الإنسَانَ } : أراد به جنْسَ الإنسان . ( والخُسْر ) : الخسران .

والمعنى : إن الإنسان لفي عقوبةٍ من ذنوبه . ثم استثنى المؤمنين فقال :

٣

{ إلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ } .

الذين أخلصوا في العبادة وتواصوا بما هو حقُّ ، وتواصوا بما هو حَسَنٌ وجميلٌ ، وتواصوا بالصبر .

وفي بعض التفاسير : قوله : { الذين آمنوا } يعني أبا بكر ، { وعملوا الصالحات } : يعني عمر .

و { تواصوا بالحقِّ } يعني عثمان ، و { تواصوا الصبر } يعني عليًّا - رضي اللّه عنهم أجمعين .

والخسرانُ الذي يلحق الإنسان على قسمين : في الأعمال ويتبيَّن ذلك في المآل ، وفي الأحوال ويتبيَّن ذلك في الوقت والحال؛ وهو القبضُ بعد البسط ، والحجبةُ بعد القربة ، والرجوعُ إلى الرُّخَصِ بعد إيثار الأَشَقِّ والأَوْلَى .

{ وتواصوا بالحقِّ } : وهو الإيثارُ مع الخَلْق ، والصدقُ مع الحقِّ .

{ وتواصوا بالصبر } : على العافية . . . فلا صبرَ أَتَمُّ منه .

ويقال : بالصبر مع اللّه . . وهو أشدُّ أقسام الصبر .

﴿ ٠