سورة قريش١-٢قوله جلّ ذكره : { لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ إِلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَآءِ وَالصَّيْفِ } . ( الإيلاف ) : مصدر آلَفَ ، إذا جَعَلْتَهُ يَأْلَف . . . وهو أَلِفَ إِلْفاً . والمعنى : جعلهم كعصفٍ مأكولٍ لإيلافِ قريْشْ ، أي لِيَأْلَفوا رحلتهم في الشتاء والصيف . وكانت لهم رحلتان للامتيار : رحلةٌ إلى الشام في القيظ ، ورحلة إلى اليمن في الشتاءِ والمعنى : أنعم اللّه عليهم بإهلاكِ عدوِّهم ليؤلَّفَهم رحلتيهم . ٣-٤وقيل : { فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَاذَا الْبَيْتِ }{ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ } كأنه أَعْظَمَ المِنَّةَ عليهم . وأَمرَهم بالعبادة : { فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَاذَا الْبَيْتِ الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ } . فليعبدوه لِمَا أنعم به عليهم . وقيل : { فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ } بعد ما أصابهم من القحط حينما دعا عليهم الرسولُ صلى اللّه عليه وسلم . { وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفِ } . حين جعَلَ الحرَمَ آمِناً ، وأجارَهم من عدوِّهم . ويقال : أنعم عليهم بأن كفاهم الرحلتين بجلْبِ الناسِ الميرةَ إليهم من الشام ومن اليمن . وَوجْهِ المِنَّةِ في الإطعام والأمان هو أن يتفرَّغوا إلى عبادة اللّه؛ فإِنَّ مَنْ لم يكن مكْفِي َّ الأمور لا يتفرَّغُ إلى الطاعة ، ولا تساعده القوة ولا القلبُ - إلاَّ عند السلامة بكلِّ وجهٍ وقد قال تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ }[ البقرة : ١٥٥ ] فقدَّم الخوف على جميع أنواع البلاءِ . |
﴿ ٠ ﴾