سورة الفلق١قوله جل ذكره : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ } .أي امتنع واعتصم بربِّ الفَلَقَ . والفلقُ الصُّبْحُ . ويقال : هو الخَلْقُ كلُّهم وقيل الفَلَقُ وادٍ في جهنم . ٢{ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } .أي من الشرور كلِّها . ٣{ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } . قيل : الليلُ إذا دخَلَ . وفي خبرٍ ، أنه صلى اللّه عليه وسلم أخذ بيد عائشة ونَظَرَ إلى القمر فقال :( يا عائشة ، تَعَوَّذِي باللّه من شرِّ هذا فإنه الغاسقُ إذا وقب ) . ٤{ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ } . وهن السواحر اللواتي ينفخن في عُقَد الخيط ( عند الرُّقية ) ويوهمنَّ إدخال الضرْرِ بذلك . ٥{ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } . والحَسَدُ شرُّ الأخلاق . وفي السورة تعليمُ استدفاع الشرور من اللّه . ومَنْ صَحَّ توكُّلُه على اللّه فهو الذي صحَّ تحقُّقُه باللّه ، فإذا توكَّلَ لم يُوَفِّقْه اللّه للتوكُّلِ إلاَّ والمعلومُ من حاله أنه يكفيه ما توكَّلَ به عليه؛ وإنَّ العبدَ به حاجةٌ إلى دَفْعِ البلاء عنه - فإن أخَذَ في التحرُّز من تدبيره وحَوْله وقُوَّته ، وفَهْمِه وبصيرته في كلِّ وقتٍ استراح من تعب تردُّدِ القلبِ في التدبير ، وعن قريبٍ يُرَقَّى إلى حالة الرضا . . كُفِيَ مُرَادَه أم لا . وعند ذلك الملك الأعظم ، فهو بظاهره لا يفتر عن الاستعاذه ، وبقلبه لا يخلو من التسليم والرضا . |
﴿ ٠ ﴾