١٤

وقوله: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا (١٤)

يعني: أصحاب مُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -.

وقوله: {قَالُوا آمَنَّا}.

أظهروا لهم الموافقة في العلانية، ويضمرون لهم الخلاف في السر.

وقوله: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ}.

قيل فيه بأَوجه:

قيل: إن شياطينهم؛ يعني الكهنة؛ سموا بذلك لبعدهم عن الحق.

يقال: شَطَن، أَي: بَعُدَ.

وقيل: إن كل عاتٍ ومتمرد يسمى شيطانًا لعتوه وتمرده؛ كقوله: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} سموا بذلك لعتوهم وتمردهم؛ إذ من قولهم: إن الشياطين أَصْلهم من الجن.

وقيل: سموا شياطين؛ لأَنه كان مع كل كاهن شيطان يعمل بأَمره، فسموا بأَسمائِهم؛ وذلك جائِز في اللغة جالي، واللّه أَعلم.

وقوله: {قَالُوَا إِنَّا مَعَكُم}.

قيل: فيه وجهان:

الأَول: أَي: معكم في القصد والمعونة.

والثاني: إنا معكم، أي: على دينكم لا على دين أُولَئِكَ، واللّه أَعلم.

قوله: {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.

بإظهار الموافقة لهم في العلانية، وإظهار الخلاف لهم في السر.

﴿ ١٤