٢٩قوله: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا (٢٩) قيل: إنه صلة قوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّه وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا} أي: كيف تكفرون بالذي خلق لكم ما في الأرض ما يدلكم على وحدانيته؛ لأَنه ليس شيء من الأرض إلا وفيه دلالة وحدانيته. ويحتمل: كيف تكفرون بالذي خلق لكم ما في الأَرض نعيمًا من غير أَن كان وجب لكم عليه حق من ذلك لتشكروا لَهُ عليها، فكيف وجهتم أَنتم الشكر فيها إلى غيره؟ ويحتمل {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ}: محنة يمتحنكم بها في الدنيا؛ كقوله: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، ثم لتجزون في دار أخرى فكيف أنكرتم البعث؟! باختيارهم الكفر- بين أَطباق النار؛ فذلك هو الخسران المبين. ٢٩قوله: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا (٢٩) قيل: إنه صلة قوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّه وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا} أي: كيف تكفرون بالذي خلق لكم ما في الأرض ما يدلكم على وحدانيته؛ لأَنه ليس شيء من الأرض إلا وفيه دلالة وحدانيته. ويحتمل: كيف تكفرون بالذي خلق لكم ما في الأَرض نعيمًا من غير أَن كان وجب لكم عليه حق من ذلك لتشكروا لَهُ عليها، فكيف وجهتم أَنتم الشكر فيها إلى غيره؟ ويحتمل {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ}: محنة يمتحنكم بها في الدنيا؛ كقوله: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، ثم لتجزون في دار أخرى فكيف أنكرتم البعث؟! وكذلك تقدرُه الأوهام؛ فيكون موصوفا بعلوه على التعالي عن الأمكنة، وأَنه على ما كان قبل كون الأَمكنة، وهو فوق كل شيء؛ أي بالغلبة، والقدرة، والجلال عن الأَمكنة، ولا قوة إلا باللّه. وأَصله ما ذكرنا: ألا نُقَدرَ فعلَه بفعل الخلق، ولا وصفه بوصف الخلق؛ لأنه أخبر أنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}. وقوله: {فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. مرة قال: {فَسَوَّاهُنَّ}، ومرة قال: {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}، ومرة قال: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ. . .} الآية، ومرة قال: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. وكله يرجع إلى واحد. |
﴿ ٢٩ ﴾