٧٩

وقوله: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللّه (٧٩)

قيل: الويلُ: الشدةُ.

وقيل: الويلُ: وادٍ في جهنم.

وقيل: الويل: هو قول كل مكروب وملهوف يقول: ويلٌ له بكذا.

وقوله: {يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} يحتمل وجهين:

يحتمل: يكتبون: يمحون نعته، وصفته عن التوراة.

ويحتمل: يكتبون: يُحْدثون كتابة، على خلاف نعته وصفته، ثم يقولون: هذا من عند اللّه؛ فتكون الكتابة في هذا إثباتًا؛ كقوله: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}، والمثبت: هو ذلك الملحق ليظن أنه كذلك في الأَصل.

وقوله: {لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}.

قد ذكرنا هذا فيما تقدم.

وقوله: {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}.

ذكر لهم ثلاث ويلات:

ويل؛ بإِحداث كتابة ببعث رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ومحوه وتغييره.

والثاني: بقولهم: هذا من عند اللّه.

والثالث: وويل لهم مما يكسبون من المأكلة والهدايا.

﴿ ٧٩