٨٤

وقوله: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ (٨٤) قد ذكرنا الميثاق والعهد في غير موضع.

وقوله: {لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ}. يحتمل وجهين:

أي: لا تسفكون دماءَ غيركم، فيسفك دماءَكم؛ فتصيرون كأنكم سفكتم دماءَكم.

ويحتمل: لا يسفك بعضُكم دماءَ بعض؛ كقوله: {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ}، أي: يسلم بعضكم على بعض.

وذكر نقض العهد في هَؤُلَاءِِ وإن كان في أَوائلهم؛ لوجهين:

أَحدهما: لما رضي هَؤُلَاءِ بفعل آبائهم.

والثاني: بقولهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ. . .} الآية.

وقوله: {وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ}.

يحتمل أيضا وجهين:

يحتمل: ولا يُخرج بعضُكم بعضًا.

ويحتمل: لا تخرجوا غيركم من ديارهم، فتخرجون من دياركم؛ على ما ذكرنا في قوله: {لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ}، واللّه أعلم.

وقوله: {ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.

يحتمل: ثم أقررتم وأَنتم تشهدون بالعهد والميثاق، وتشهدون أَنه في التوراة.

﴿ ٨٤