٩٠

وقوله: (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللّه (٩٠)

يقول: اشتروا ما به هلاكهم بما به نجاتهم.

وذلك أَنهم كانوا آمنوا بمُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -؛ فكان إيمانُهم به نجاتَهم في الآخرة، فكفروا به، وذلك هلاكُهم، وباللّه التوفيق.

وقيل {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ}: باعوا به أَنفسهم بعرض يسير من الدنيا، بعذاب في الآخرة أَبدًا.

وقوله: {بَغْيًا}.

قيل: حسدًا منهم؛ وذلك أَنهم قد هَووا أن يُبعث مُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - من أَولاد إسرائيل؛ لأَنهم كانوا أُمتَه، فلما بُعث من أَولاد إسماعيل - عليه السلام - والعربُ كانت من أَولاده كفروا به، وكتموا نعته حسدًا منهم.

وقوله: {أَنْ يُنَزِّلَ اللّه مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}.

يعني: النبوة والكتاب على مُحَمَّد رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -.

وقيل: {بَغْيًا} أَي: ظلمًا، ظلموا أَنفسهم بكفرهم بمُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، وتكذيبهم إياه.

وقوله: {فَبَاءُوا}.

قد ذكرنا فيما تقدم.

وقوله: {بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.

يحتمل وجهين:

قيل: استوجبوا الغضب من اللّه؛ بكفرهم بمُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، على أَثر غضب؛ بكفرهم بعيسى، وبما جاء به.

وقيل: إنما استحقوا اللعنةَ على أثر اللعنةِ؛ بعصيانٍ بعد عصيانٍ، وبذنب على أَثر الذنب. واللّه أعلم.

﴿ ٩٠