١٢٠

وقوله: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (١٢٠)

اختلف في الملة:

قيل الملة: السنة؛ كقوله: " بسم اللّه، وعلى ملة رسول اللّه "، وكقوله {اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.

وقيل الملة: الدِّين، كقوله عليه السلام: " لا يتوارث أهل الملتين ".

وقيل: الملة هاهنا: القبلة، وهو كقوله: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ}.

آيس - عَزَّ وَجَلَّ - رسوله - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - عن اتباع أُولئك دينه وقبلته؛ لأنهم يختارون الدِّين، والقبلة؛ بهوى أَنفسهم، لا بطلب الحق، وظهوره، ولزوم الحجة.

وذلك: أَن النصارى إنما اختاروا قبلتهم المشرق؛ لأَن مكان الجبل الذي كان فيه والبيانُ لأَصحابِه، ومن دخل في دينه وصدقه، لا هو. وذلك كثير في القرآن؛ يخاطَبُ هو والمراد غيره.

وقوله: {مَا لَكَ مِنَ اللّه مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}.

ظاهره: من ولي يتولى الدفاع عنك، ولا نصير يمنعك من العذاب.

ويحتمل: ينصرك فتغلب به سلطان اللّه فيما يريد تعذيبك.

﴿ ١٢٠