١٣٠

وقوله: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ}.

ثم اختلف في الملة؛ قيل: الملة: الدِّين.

وقكل: الملة السنة.

وقيل: الإسلام.

وكله واحد. وقد ذكرنا هذا فيما تقدم.

وقوله: {إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}.

بما يعمل من عمل السفه.

ويحتمل: {إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} أي بنفسه؛ فكان انتصابه لانتزاع حرف الخافض.

وقيل: جهل نفسه فيضعها في عير موضعها.

وقوله: {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا}.

بالنبوة والرسالة والعصمة.

ويحتمل: ما جزاهم في الدنيا بثناء حسن لم ينقص من جزائهم في الآخرة.

وقوله: {وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}.

في المنزلة والثواب.

ويحتمل {لَمِنَ الصَّالِحِينَ}؛ لمن المرسلين.

ويحتمل: أَن يكون بشَّره في الدنيا: أَنه كان من الصالحين في الآخرة؛ فيكون -في ذلك- وعدٌ له بصلاح الخاتمة، كما وعد محمدًا - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - مغفرة ما تقدم من الذنب وما تأَخر.

وفي ذلك أيضا: وعد بصلاح الخاتمة - واللّه أعلم - فأَخبر بما كان بشَّره. ويجوز: تفاضُلهم في الآخرة، على ما كانوا عليه.

﴿ ١٣٠