٢٥٦وقوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. قيل: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، أي: لا يكره على الدِّين. فإن كان التأويل هذا فهو على بعض دون بعض. بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ)، لقول قوم حيث قالوا: (نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ، وإلا لكان في الإيمان باللّه إيمان بجميع ذلك. وقوله تعالى: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. يحتمل هذا وجهين: يحتمل: فقد عقد لنفسه عقدًا وثيقًا لا انقصام لذلك العقد ولا انقطاع، لا تقوم الحجة ببعضه. ويحتمل: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}، بنصره إياه بالحجج والبراهين النيرة التي من اعتصم بها لا انفصال بها عنه ولا زوال. ثم فيه نقض على المعتزلة؛ لأنه أخبر عَزَّ وَجَلَّ أن من آمن باللّه فقد استمسك بكذا. والمعتزلة يقولون: صاحب الكبيرة يخلد في النار، وهو مؤمن باللّه، فأية عروة أوهَى من هذا على قولهم؟ وأن له زوالاً وانقطاعًا من ثوابه الذي وعد له عَزَّ وَجَلَّ بإيمانه وتصديقه به. وباللّه العصمة. وقوله تعالى: {وَاللّه سَمِيعٌ} لقولهم، {عَلِيمٌ} بثوابهم. أو {سَمِيعٌ}، بإيمانهم، {عَلِيمٌ}، بجزاء إيمانهم. واللّه أعلم. |
﴿ ٢٥٦ ﴾