٢

قوله: (الم (١) اللّه).

قَالَ بَعْضُهُمْ: تفسيره ما وصل به من قوله: (الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ). هو تفسير (الم)، و (الم (١) اللّه لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ): تفسير (الم)، و (المص (١) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ)، وجميع ما وصل به الحروف المقطعة فهو تفسيرها، وللّه أن يسمي نفسه بما شاء: سمى نفسه مجيدًا؛ كقوله: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}

وسمى القرآن مجيدًا؛ كقوله: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ}.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: الحروف المقطعة هي مفتاح السورة.

وقال آخرون: إن كل حرف منها اسم من أسماء اللّه تعالى.

ومنهم من يقول بأنها من المتشابه التي لا يوقف عليها.

ومنهم من يقول: هو على التشبيب؛ إذ من عادة العرب ذلك، وقد مضى الكلام فيه في قوله: (الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ)، بما يكفي.

وقوله: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (٢)

هو الْحَيُّ بذاته، وكل حي سواه حي بحياة هي غيره، فإذا كان هو حيًّا بذاته لم

يوصف بالتغاير والزوال، ولما كان كل حي سواه حيًّا بغيره احتمل التغاير والزوال؛ وكأن الحياة عبارة يوصف بها مَنْ عَظُمَ شَأنُهُ، وشَرُفَ أمره عند الخلق.

ألا ترى أن اللّه - تعالى - وصف الأرض بالحياة عند نباتِها؛ لما يعظم قدرها ويشرف منزلتها عند الخلق عند النبات؟! وكذلك سمى المؤمن حيا؛ لعلو قدره عند الناس، والكافر ميتا؛ لدون منزلته عند الناس؛ فكذلك اللّه - سبحانه - سمى نفسه حيًّا؛ لعظمته وجلاله وكبريائه؛ وعلى هذا يخرج قوله في الشهداء؛ حيث قال: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللّه أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ}، أي: مكرمون معظمون مشرفون عند ربِّهم.

وقوله: {الْقَيُّومُ}،

قَالَ بَعْضُهُمْ: هو القائم على كل نفس بما كسبت.

وقال آخرون: القيوم: الحافظ.

وفي حرف ابن مسعود - رَضِيَ اللّه عَنْهُ -: " هو الْحَيُّ الْقَيَّامُ " وكله يرجع إلى واحد: القائم.

والقيوم، والقيام، يقال: فلان قائم على أمر فلان، أي: يحفظه حتى لا يغيب عنه من أمره شيء.

وروي عن ابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللّه عَنْهُ - أنه قال: " إنَّ اسمَ اللّه الأعْظَمَ هُوَ: الْحَيُّ

الْقَيُّومُ ".

﴿ ٢