١٧

وقوله: (الصَّابِرِينَ (١٧)

قيل: الصابرين على طاعة اللّه.

وقيل: الصابرين، على أداء الفرائض.

وقيل: الصَّابرين على المرازئ والمصائب والشدائد.

والصبر: هو حبس النفس عن جميع ما تهوى وتشتهي.

وقوله: {وَالصَّادِقِينَ}. قيل: في إيمانهم.

وقيل: الصَّادِقِينَ بما وَعَدوا.

وقيل: الصادقين في جميع ما يقولون ويخبرون.

{وَالْمُنْفِقِينَ}. يحتمل الإنفاق: ما لزم من أموالهم من الزكاة والصدقات.

ويحتمل: المنفقين المؤدين حقوق بعضهم بعضًا من حق القرابة والصلة.

{وَالْقَانِتِينَ}. قيل: القانت: الخاضع.

وقيل: القانت: المطيع.

وقيل: الخاشع، وكله يرجع إلى واحد، وأصله: القيام، وكل من قام لآخر كان مطيعًا وخاشعًا وخاضعًا ومقرًا.

وقيل: القانت: المقر كقوله: {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}، أي: مقرون.

وقال قتادة: {الصَّابِرِينَ}: الذين صبروا على طاعة اللّه، وصبروا عن محارمه.

{وَالصَّادِقِينَ}: الذين صدقت نياتهم، واستقامت قلوبهم وألسنتهم، وصدقوا في الشر والعلانية {وَالْقَانِتِينَ}: المطيعين. {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}، {وَالْمُنْفِقِينَ}: يعني: نفقة أموالهم في سبيل اللّه.

{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}: قيل: المصلين بالأسحار.

وقيل: المصلين في أول الليل، والمستغفرين في آخره.

وأصل الاستغفار: طلب المغفرة مما ارْتُكِب من المآثم، على ندامة القلب، والعزيمة على ترك العود إلى مثله أبدًا، ليس كقول الناس: نستغفر اللّه، على غير ندامة القلب، وأصل الاستغفار في الحقيقة: طلب المغفرة بأسبابها، ليس أن يقول بلسانه: اغفر لي؛ كقول نوح - عليه السلام -: لقومه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ}، أمرهم بالتوحيد، ثم أخبر - عَزَّ وَجَلَّ - أن الجنة هي للصابرين والصادقين إلى آخر ما ذكرنا، واللّه أعلم.

﴿ ١٧