٦٩وقوله: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}: ذكر في القصة أن المشركين أخذوا عمارًا وحذيفة، فقالوا لهم: ديننا أفضل من دينكم، وأفضل من الأديان كلها؛ فنزل هذا. والأشبه أن يكون مثل هذا من رؤساء أهل الكتاب، وعلماؤهم هم الذين يتولون مثل هذا العمل، وأمَّا الجهَّال منهم والرذلة، فإنهم لا يفعلون هذا، واللّه أعلم. وقوله: {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}: الإضلال: قيل فيه بوجوه: قيل: الإضلال هو الإخمال؛ أرادوا أن يَخْمُلَ ذكرُهم، ولا يُذْكَرون بعدهم أبدًا، كما ذكر أُولَئِكَ. وقيل: الإضلال: الإهلاك. وقيل: الإضلال: هو التحير، وكل ضال طريقًا فهو متحير تائه، {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ} أي: ما يهلكون إلا أنفسهم وما يُخْمِلون إلا ذكر أنفسهم. {وَمَا يَشْعُرُونَ} أي: وما يشعرون أنهم يهلكون أنفسهم، أو يحيرون، وما يشعرون ماذا عليهم فيما ودّوا من أليم العقاب، واللّه أعلم. ويقال: نزلت في عبد اللّه بن مسعود، رَضِيَ اللّه عَنْهُ. |
﴿ ٦٩ ﴾