٧١

وقوله: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٧١)

في الآية دلالة جواز هتك الستر، وإفشاء المكنون والمكتوم من الأمر؛ إذا كان في ذلك تحذير لغيرهم عن مثله، وترغيب لهم في المحمود من الفعل.

ثم فيه دلالة إثبات رسالة رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -؛ لأنه يخبرهم عما كانوا يكتمون وُيسِرُّون فيما بينهم، وذلك من إطلاع اللّه إياه على ذلك. {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: ذلك؛ ألا ترى أنهم لم يتعرضوا له بشيء من ذلك، فيقولوا: متى كتمنا الحق؟ ومتى لبسنا الحق بالباطل؟! فدل أنهم علموا أنه حق، وأنه رسول اللّه، وأن ذلك إنما عُلم بإله - عَزَّ وَجَلَّ - وذلك قوله: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، ثم عِلْمُ ذلك يكون بأن كان ذلك في كتابهم، أو علموا بالآيات المعجزة.

ويحتمل قوله: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} - ما جزاء من لَبَسَ الحق بالباطل وكتمه، واللّه أعلم.

ويحتمل: وأنتم تعلمون أنكم تلبسون الحق بالباطل.

﴿ ٧١