١٢٢

وقوله: (إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا (١٢٢)

قوله: {هَمَّتْ}:

يحتمل: أن همُّوا هَمَّ خطر.

ويحتمل: أن همّوا همّ عَزم، وكذلك هذا التأويل في قوله: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}، همَّت هي هَمَّ عزم، وهمَّ هو بها همَّ خطر، وهَمُّ الخطر يقع من غير صنع من صاحبه، وهَمُّ العزم يكون بالعزيمة والقصد.

وقوله: {هَمَّت. . . أَن تَفْشَلَا} والفشل ليس مما ينهى عنه؛ لأنه يقع من غير فعله، لكنه - واللّه أعلم - هموا أن يفعلوا فعل القتل والجبن وذكر في القصة أن الطائفتين: إحداهما كانت من بني كذا، والأخرى من بني كذا، فلا يجب أن يذكر إلا أن يقروا هم بذلك.

وقيل: إنهم كانوا أقروا بذلك، وقالوا: نحن كنا فعلنا، وما نحب ألا يكون في قوله: {وَاللّه وَلِيُّهُمَا} ظهر لنا ولاية اللّه، ولو لم يكن لم يظهر.

وقوله {وَاللّه وَلِيُّهُمَا}.

قد ذكرنا هذا في غير موضع:

أن " الولي ": قيل: هو الناصر، وقيل: هو الحافظ، وقيل: إنه أولى بهم.

وقوله: {وَعَلَى اللّه فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}

قال الشيخ - رحمه اللّه -: المؤمن من يعلم -علم اليقين- أن من نصره اللّه لا يغلبه شيء، ومن يخذله اللّه لا ينصره شيء.

حق على المؤمنين ألا يتوكلوا ولا يثنوا إلا على اللّه، عَزَّ وَجَلَّ.

قال الشيخ - رحمه اللّه -: فتوكل: أي اعتمد على ما وعد، واجتهد في الوفاء بما عهده، وفوض كل أمره إلى اللّه؛ إذ علم أنه -بكليته- للّه، وإليه مرجعه، وبهذه الجملة عهد أن ينصر دينه، ولا يولي عدوَه دبرَه، واللّه أعلم.

﴿ ١٢٢