١٨٦

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}:

يحتمل الابتلاء في الأموال والأنفس: أن يُبلَوْا بالنقصان فيها؛ كقوله - عز وجَل -: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ. . .} الآية.

ويحتمل: أن يُبلَوْا بما جعل فيها من العبادات، من نحو: الزكاة في الأموال والصدقات والحقوق التي جعل فيها، وفي الأنفس: من العبادات: من الصلاة والجهاد والحج، وغيرها من العبادات، واللّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}:

يعني: الذين لهم علم بالكتاب ومن غيرهم.

{أَذًى كَثِيرًا}

أي: تسمعون أنتم من هَؤُلَاءِ أذى كثيرًا، على ما سمع إخوانكم الذين كانوا من قبلكم من أقوأمهم أذى كثيرًا؛ كقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ}.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَإِنْ تَصْبِرُوا}:

على أذاهم.

{وَتَتَّقُوا}:

مكافأتهم، على ما صبر أُولَئِكَ واتقوا مكافأتهم.

{فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}:

قيل: من خير الأمور؛ هذا يحتمل.

وقيل: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}

ومن قولهم: عزير ابن اللّه، والمسيح ابن اللّه، {وَمِنَ الَّذِينَ أَشرَكوُا}، يعني: العرب، {أَذًى كَثِيرًا}، يعني: نصب الحروب فيما بينهم، والقتال، والسب وغير ذلك، {وَإِنْ تَصْبِرُوا}: على ذلك والطاعة له، {وَتَتَّقُوا}: معاصي الرب، {فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}:، يعني. من حزم الأمور.

﴿ ١٨٦