٢قوله - تعالى -: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} يحتمل هذا وجهين: أحدهما: احفظوا أموالهم إلى أن يخرجوا من اليتم، فإذا خرجوا من اليتم أعطوهم أموالهم. ويحتمل قوله: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}، أي: أنفقوا عليهم من أموالهم، ووسعوا عليهم النفقة ولا تضيقوها لينظروا إلى أموال غيرهم. {وَآتُوا}، بمعنى: آتوا لوقت الخروج من اليتم، أي: احفظوا؛ لتؤتوا. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} أي: لا تأخذوا الخبيث فتتركوا لهم ما وعد لكم في الآخرة بحفظ أموالهم. وقيل: لا تأخذوا الجياد من ماله وتعطي الدون من ماله؛ فذلك تبديل الخبيث بالطيب. وقيل: لا تأكلوا الخبيث: وهو أموال اليتامى، وتذروا الطيب: وهو أموالكم؛ إشفاقًا على أموالكم أن تفنى. وقيل: لا تأكلوا الحرام مكان الحلال؛ لأن أكل مال اليتيم حرامٌ، وأكل ماله حلال؛ فنهي أن يبدلوا الخبيث بالطيب. ويحتمل: لا تأخذ ماله -وهو خبيث- ليؤخذ منك الذي لك وهو طيب. ويحتمل: لا تأكلوا ذلك؛ إبقاء لأموالكم التي طيبها اللّه - تعالى - لكم، بما جعل اللّه لكم خبيثًا. ويحتمل: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ} في الدنيا؛ فتكون هي نارا تأكلونها؛ فتتركون الموعود لكم في إبقاء الخبيث؛ كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا. . .} الآية. وقوله: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} يحتمل هذا - واللّه أعلم - وجهين: يحتمل قوله: {أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ}، أي: مع أموالكم، أي: لا تخلطوا أموالهم مع أموالكم فتأكلوها؛ ففيه نهي عن الخلط والجمع. ويحتمل: {أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ}، أي: بأموالكم؛ ففيه النهي عن أكل أموالهم بأموال أنفسهم تبعًا؛ كقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. وقوله - تعالى -: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ}، بمعنى: لا تجمعوها إليها فتأكلونهما معًا. ويحتمل: مع أموالكم، واللّه أعلم. وقوله - جل وعز -: {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} قيل: جورًا. وقيل: الحوب: الإثم، وهو واحد. وقيل: خطأ. وقِيل: ذنبًا كبيرًا. وقيل إثمًا؛ وكذلك روي عن ابن عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللّه عَنْهُ. |
﴿ ٢ ﴾