١٠٦وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَاسْتَغْفِرِ اللّه إِنَّ اللّه كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (١٠٦) وقوله - تعالى -: {وَاسْتَغْفِرِ اللّه}، ليس هو قول الناس: نستغفر اللّه، ولكن كأنه قال: كونوا على الحال التي تكون أعمالكم مكفرة للذنوب؛ ألا ترى إلى قول هود لقومه: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ. . .} الآية. وقال نوح - عليه السلام - لقومه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. . .} الآية، لم يريدوا أن يقولوا: نستغفر اللّه قولا حسب؛ ولكن أرادوا أن يكونوا على الحال التي تكون أعمالهم مكفرة لذنوبهم؛ لأنهم لو قالوا بلسانهم ألف مرة: نستغفر اللّه، لكان لا ينفعهم ذلك؛ فعلى ذلك قوله: {وَاسْتَغْفِرِ اللّه إِنَّ اللّه كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} وحقيقة الاستغفار وجهان: أحدهما: الانتهاء عما أوجب العقوبة؛ لقوله: {إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} وعلى ذلك معنى قول من ذكر. والثاني: طلب الستر بالعفو والتجاوز. |
﴿ ١٠٦ ﴾