٣٠

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ ... (٣٠) قَالَ الْقُتَبِيُّ: أي شايعته،

 وانقادت له.

وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ}: أي: أمرته وزينت له.

وقال مجاهد: أي: شجعته وأعانته، وكله يرجع إلى واحد.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقال في آية أخرى: {فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}: يحتمل وجهين:

يحتمل: أصبح تائبًا؛ لأن الندامة توبة، وذلك أن من أذنب ذنبًا فندم عليه كان ذلك منه توبة، فإن لم يكن توبة فتأويل قوله: {فَأَصْبَحَ} أي: يصبح في الآخرة من النادمين؛ وهو كقوله: {وَإِذْ قَالَ اللّه يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّه} أي: يقول في الآخرة لا أن قال له؛ فعلى ذلك قوله تعالى: {فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}: أي: يصبح من النادمين في الآخرة - واللّه أعلم - ويصبح من الخاسرين.

﴿ ٣٠