٢٤ثم قال اللّه: (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ... (٢٤) في الآخرة، {مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}: من الشرك في الدنيا. قيل: لما أنكروا أن يكونوا مشركين في الدنيا ختم اللّه على ألسنتهم، وشهدت الجوارح عليهم بالشرك. وقيل: انظر كيف كذبوا على أنفسهم، يقول: كيف صار وبال كذبهم عليهم؟!. {وَضَلَّ عَنْهُمْ} قيل: واشتغل عنهم. قوله تعالى: {مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} يقول: يكذبون. وأصله: أنه يذكر نبيه شدة تعنتهم وسفههم أنهم كيف يكذبون عند معاينة العذاب، فإذا كانوا بنأي منه وبعد كانوا أشدّ تكذيبا وأكثر تعنتًا؛ لأنهم يطلبون الرد إلى الدنيا بقولهم {فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}، فقال: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}. * * * |
﴿ ٢٤ ﴾