٢٦وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ... (٢٦) ينهون الناس عن طريقته ومتابعته وينأون عنه، أي: يتباعدون عنه وينهون غيرهم عن اتباعه ويتباعدون هم. ويحتمل ما ذكر في القصّة أن النبي - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - كان عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام اجتمعت قريش عنده ليريدوا بالنبي سوءًا قال أبو طالب وأنشد فيه: واللّه لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ... وابشر وقرّ بذاك منك عيونا فدعوتني وزعمت أنك ناصحي ... ولقد صدقت وكنت ثمَّ أمينا وعرضت دينا قد علمت بأنه ... من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذاري سُبَّة ... لوجدتني سمحًا بذاك مبينا كان ينهى الناس عن أذى مُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ويتباعد هو عنه فلا يتبع دينه، فنزل هذا. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} أي لا يشعرون، أنهم بذلك يسعون في هلاك أنفسهم. * * * |
﴿ ٢٦ ﴾