٤٤وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ ... (٤٤) يحتمل: ابتداء ترك، أي: تركوا الإجابة إلى ما دعوا وتركوا ما أمروا به. ويحتمل: نسوا ما ذكروا به من الشدائد والبلايا. {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ}. يحتمل وجهين: يحتمل أبواب كل شيء مما يحتاجون إليه، {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً}. ويحتمل: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ}، أي: تركوا ما وعظوا به، يعني: بالأمم الخالية لما دعاهم الرسل فكذبوهم {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ}، أي: أنزلنا عليهم أبواب كل شيء من أنواع الخير بعد الضر والشدة الذي كان نزل بهم. {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}. اختلف فيه: قَالَ بَعْضُهُمْ المبلس: الآيس من كل خير. قَالَ الْقُتَبِيُّ: المبلس: الآيس الملقي بيديه. وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: المبلس: هو الحزين المغتم الآيس من الرحمة وغيرها من الخير. وقال الفراء: المبلس هو المنقطع الحجة، وقيل: لذلك سُمي إبليس لعنه اللّه إبليس لما أيس من رحمة اللّه. |
﴿ ٤٤ ﴾