٨٧

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٨٧) أما آباؤهم: من تقدمهم، وذرياتهم: من تأخرهم، وإخوانهم: الذين يقارنونهم.

وقيل: ذرياتهم مُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -.

وقيل: المؤمنين من بعدهم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَاجْتَبَيْنَاهُمْ}.

يحتمل: اجتباهم بالنبوة والرسالة.

{وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}: فذلك لهم خاصة.

ويحتمل: اجتبيناهم بالتوحيد ودين الإسلام، فذلك يعم الأنبياء والمؤمنين جميعًا؛ لأنه اجتباهم بذلك جميعًا.

 ويحتمل: اجتباهم بما ذكر من رفع الدرجات والفضائل، ويكون صلة قوله: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}، وذلك -أيضًا- يعم الرسل والمؤمنين، واللّه أعلم بذلك.

وفي قوله: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ. . .} الآية: دلالة أن من آبائهم وذرياتهم من لم يجتبهم بقوله: {وَمِنْ}؛ إذ " من " هو حرف للتبعيض.

* * *

﴿ ٨٧