٣وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (اتَّبِعُوا ... (٣) لا تتبعوا أُولَئِكَ في التحليل والتحريم وفي الأمر والنهي؛ لأنه ليس إلى الخلق التحليل والتحريم. وقوله: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}. أمر المؤمنين أن يتبعوا ما أنزل إليهم من ربهم، على ما أمر رسوله - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أن يتبع ما أنزل إليه من ربه؛ كقوله: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}؛ ليعلم أن ما أنزل إلى رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - هو منزل إلى المؤمنين جميعًا. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}. فيما ذكر، وما يحل وما يحرم، وما يأمر وينهى. {وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ}. قيل: أربابًا، أي لا تتبعوا من دونه أولياء فيما يحلون ويحرمون، ويأمرون وينهون، أي: إنما عليهم اتباع ما حرم عليهم، واستحلال ما أحل لهم. وأما إنشاء التحليل والتحريم فلا. وقال بعض أهل التأويل: أولياء الأصنام، والأوثان. ولكن لا يحتمل هاهنا، ولكن قد ذكرنا أنهم كانوا يتبعون عظماءهم في التحليل والتحريم؛ كقوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللّه}، وكانوا لا يتخذون أُولَئِكَ الأحبار أربابًا في الحقيقة، ولكن كانوا يتبعونهم فيما يحلون ويحرمون ويصدرون عن آرائهم؛ فسموا بذلك لشدة اتباعهم أُولَئِكَ في التحليل والتحريم، واللّه أعلم. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}. قال أهل التأويل: يعني بالقليل: المؤمنين، ولكن يحتمل قوله: {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}، أي: لا تتذكرون رأسًا؛ لأن الخطاب جرى فيه لأُولَئِكَ الكفرة، وفيهم نزلت الآية. * * * |
﴿ ٣ ﴾