٧

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (٧)

عن عملهم وصنيعهم؛ ولكن يسألون لما ذكرنا، واللّه أعلم.

يشبه أن يكون: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} ذكر هذا؛ لما يحتمل أن يظن به الخفاء عليه؛ لما ذكر من المسألة لهم والسؤال، وهو الاستخبار عما يسر ويضمر؛ ليظهر ذلك، هذا هو معنى السؤال في الشاهد والاستخبار؛ فأخبر - عَزَّ وَجَلَّ - بقوله: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ} على أن سؤاله ليس بسؤال استخبار واستظهار له؛ ولكن سؤال توبيخ وتقرير، أو سؤال شهادة؛ وعلى هذا يخرج الابتلاء منه والامتحان؛ لتقرير الأمر والنهي، لا لإظهار شيء خفي عليه، وإن كان في الشاهد يكون كذلك.

أو أن يصير ما قد خفي عليهم باديًا ظاهرًا عندهم؛ فسمى ذلك الأمر منه والنهي؛ ابتلاء وامتحانًا؛ لما هو عند الخلق ابتلاء وامتحان، وإن كان عند اللّه لا يحتمل ذلك؛ فسمي بالذي فيما بينهم، واللّه أعلم.

﴿ ٧