٩٢

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (٩٢)

وقوله: {لَا تَعْتَذِرُوا} ليس على النهي، ولكن على التوبيخ والتعيير.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {قَدْ نَبَّأَنَا اللّه مِنْ أَخْبَارِكُمْ}.

يحتمل قوله: {قَدْ نَبَّأَنَا اللّه مِنْ أَخْبَارِكُمْ}: أنكم لا تصلحون أبدًا؛ كما قال: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} الآية، أخبر أنهم رجس وأن مأواهم جهنم.

وقيل: (قَدْ نَبَّأَنَا اللّه مِنْ أَخْبَارِكُمْ، حين قال لهم: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا. . .}، إلى قوله: {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ}، قالوا: وهذا الذي نبأنا اللّه من أخباركم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَسَيَرَى اللّه عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}.

قَالَ بَعْضُهُمْ: سيرى اللّه عملكم ورسوله فيما تستأنفون.

ويحتمل قوله: {وَسَيَرَى اللّه عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}.

أي: سيرى اللّه ورسوله عملكم باطلًا.

أو يقول: سيرى اللّه عملكم، أي: يجزيكم جزاء عملكم، ورسوله والمؤمنون يشهدون عليكم بذلك.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}.

قد ذكرنا أنه ليس شيء يغيب عنه، أو يكون شيء عنده أظهر من شيء، ولكن ما يغيب عن الخلق وما لا يغيب عنده بمحل واحد.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.

يخرج على الوعيد.

﴿ ٩٢