سُورَةُ هُودٍ - عليه السلام -

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١

قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ}:

قال الحسن: {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} بالأمر والنهي، {ثُمَّ فُصِّلَتْ} بالوعد والوعيد.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} بالوعد والوعيد، {ثُمَّ فُصِّلَتْ} بالأمر والنهي.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} حتى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ولا يملك أحد التبديل، {ثُمَّ فُصِّلَتْ} بينت ما يؤتى وما يتقى، أو بينت ما لهم وما عليهم وما للّه عليهم.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} فلم تنسخ، {ثُمَّ فُصِّلَتْ} بالحلال والحرام. وقيل: {فُصِّلَتْ} أي: فرقت في الإنزال أنزل شيء بعد شيء على قدر النوازل والأسباب فلم ينزل جملة؛ لأنه لو أنزل جملة لاحتاجوا إلى أن يعرفوا الكل بسببه وشأنه وخصوصه وعمومه، فإذا أنزل متفرقًا في أوقات مختلفة على النوازل والأسباب عرفوا ذلك على غير إعلام ولا بيان، والتفصيل هو اسم التفريق واسم التبيين، وذلك يحتمل المعنيين جميعًا، واللّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ}: أي: أحكمت حتى لا يرد عليها النقض

 والانتقاض، أو أحكمت حتى لا يملك أحد التبديل والتغيير، أو أحكمت عن أن يقع فيها الاختلاف.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: أحكمت آياته بالفرائض، وفصّلت بالثواب والعقاب.

ثم (الآيات) تحتمل وجوهًا:

أحدها: العبر.

والثاني: الحجج.

والثالث: العلامة.

ثم الآية كل كلمة في القرآن تمت فهي عبرة أو حجة، أو علامة لا تخلو عن أحد هذه الوجوه الثلاثة.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}: من عند حكيم عليم جاءت هذه الآيات.

﴿ ١