٣

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}.

قَالَ بَعْضُهُمْ: قوله: {نَحْنُ نَقُصُّ}، أي: نبين عليك أحسن البيان {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ}.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: {نَحْنُ نَقُصُّ} أي: نخبرك أحسن ما في كتبهم من القصص، وأحسن ما في كتبهم من الأنباء والأحاديث.

وقوله: {أَحْسَنَ الْقَصَصِ}: أصدقه، وكذلك قوله {اللّه نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا} وأحسن الحديث: أصدقه وأحسن القصص؛ أي: أصدقه.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ} أي: وقد كنتم من قبله {لَمِنَ الْغَافِلِينَ}.

 عن هذه الأنباء، وعن قصصهم؛ فهذا يدل أن الإيمان بجملة الأنبياء والرسل إيمان، وإن لم يعرف أنفس الأنبياء وأنفس الرسل وأساميهم؛ لأنه أخبر أنه كان غافلا عن أنبائهم، وعن قصصهم، ولا شك أنه كان مؤمنًا باللّه مخلصًا، وباللّه العصمة.

وقال ابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللّه عَنْهُ -: أحسن القصص: كلام الرحمن.

وقال مجاهد: {اللّه نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}: كلام ربّ العالمين.

وقوله: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} يخرج على وجهين:

أحدهما: أن يكون الذي سألوا عنه رسول اللّه عن قصة يوسف صيرورة بني إسرائيل بمصر، وقد كانوا من قبل بالشام، فقال: تلك الأنباء والقصص نجعلها آيات هذه السورة التي هي من الكتاب المبين.

أو تلك آيات حجج وبراهين لرسالة مُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - إذ هي من أنباء الغيب عنهم، فعلم الأنباء عنها باللّه سبحانه وتعالى.

﴿ ٣