٨قال: (إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللّه لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (٨) أي: غني بذاته، ليس يأمر ما يأمر لحاجة نفسه، ولا لمنفعة له، ولكن ما امتحنكم إنما امتحنكم لحاجة أنفسكم، ولمنفعة أبدانكم. وقَالَ بَعْضُهُمْ: قوله: {إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللّه لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} أي: غني، عن عبادة خلقه؛ حميد عند خلقه؛ وهو ما ذكرنا أنه ليس يأمرهم فيما يأمر لمنفعة نفسه أو لحاجة نفسه؛ ولكن لمنافع تحصل للخلق ولحوائج تبدو لهم، وكذلك النهي عما ينهى ليس ينهى لخوف مضرّة تلحقه؛ ولكن للضرر يلحقهم ولآفة تتوجه إليهم. يخبر - عَزَّ وَجَلَّ - عن غناه؛ عما يأمر خلقه من طاعته وعبادته وتوجيه الشكر إليه. والحميد: هو الذي لا يلحقه الذم في فعله، يقول - واللّه أعلم -: إنهم وإن كفروا، وكان علم اللّه منهم أنهم يكفرون؛ فعلمه بذلك لا يجعله في إنشائهم مذمومًا. واللّه أعلم. |
﴿ ٨ ﴾