٢وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (٢) قَالَ بَعْضُهُمْ: قوله: {بِالرُّوحِ} أي: بالوحي الذي أنزله على رسله، والرحمة، أو الروح: الرحمة؛ وهو الذي به نجاة كل من رحمه اللّه، وهداه لدينه؛ وهو ما ذكر؛ حيث قال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. وقيل: الرسالة أهي القرآن والرسالة، وما ذكر روحًا؛ لأنه به حياة الدِّين؛ كما سمي الذي به حياة الأبدان أرواحًا. وقال الحسن: قوله: {بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ}: أي: بالحياة من أمره؛ وهو ما ذكرنا من حياة الدِّين. وقوله تعالى: {عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}. أي: على من يشاء أن يختص من عباده ويختاره، وهو مشيئة الاختيار؛ وإن كان غيره يصلح لذلك، وفيه دلالة اختصاص اللّه بعضهم على بعض؛ وإن كان غيره يصلح لذلك. وقولهَ عَزَّ وَجَلَّ -: {أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ}. على هذا جاءت الوسل والأنبياء عليهم السلام جميعًا بالإنذار والدعاء إلى وحدانية اللّه، وتوجيه العبادة إليه. وقوله: {أَن أَنذِرُوا} هو صلة ما تقدم من قوله: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ} أن أنذروا، ولا يوصل بما تأخر، ثم يخرج على الإضمار؛ أي: أنذروا وقولوا: إنه لا إله إلا أنا فاتقون. |
﴿ ٢ ﴾