٢

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ}.

يعني: التوراة.

 {وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ}.

كل كتب اللّه: هدى لمن استهدى، ورشد لمن استرشد، وبيان لمن استوضح؛ لأنها دعت إلى ثلاث خصال: دعت إلى معالي الأمور، ومكارم الأخلاق، وصالح الأعمال.

ونهت عن ثلاث: عن مساوي الأعمال، وعن سفاسف الأمور، ودناءة الأخلاق ورداءتها.

ذكر أنه جعل الكتاب هدى لبنى إسرائيل؛ لأن منفعة الكتاب حصلت لهم: أنهم هم الذين استهدوا به؛ فعلى ذلك هو هدى لمن استهدى، واللّه أعلم.

وقوله - عزَّ وجلَّ -: {أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا}.

أي: معتمدًا، أي: قلنا لهم فيه، أو ذكرنا لهم فيه، أو أمرناهم فيه: ألا تتخذوا من دوني وكيلًا، أي: معتمدًا موكولًا، الوكيل: هو موكول الأمر إليه، معتمد في الأحوال عليه، قائم في جميع ما وكل إليه بالتبرع والتفضل.

﴿ ٢