٤٨وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (٤٨) بالمجانين والسحرة والكهنة؛ {فَضَلُّوا}، أو ضربوا لك الأسباب التي تزجر الناس وتمنعهم عن الاقتداء بك مما وصفوا له ونسبوه إليه من السحر والجنون والكهانة؛ فذلك كان يمنعهم عن إجابة من أراد إجابته والاقتداء به. وقوله - عزّ وجلَّ -: {فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا}. اختلف فيه: قَالَ بَعْضُهُمْ: لا يستطيعون إلى ما قصدوا من منع الناس عنك وصدهم سبيلًا. وقَالَ بَعْضُهُمْ: لا يستطيعون إلى المكر به والكيد له سبيلًا؛ لأنهم قصدوا به ذلك، وقَالَ بَعْضُهُمْ: لا يستطيعون إلى ما نسبوه إليه سبيلًا. وقال الحسن: لا يجدون إلى الهدى والإيمان سبيلًا؛ لما طبع على قلوبهم وجعلها في أكنة وغلف. ويحتمل أن يكون قوله: فلا يستطيعون إلى الاحتجاج على الحجج والدلالات التي أقامها رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - على التوحيد والرسالة والبعث سبيلًا، واللّه أعلم. |
﴿ ٤٨ ﴾