٧٣

وقوله عَزَّ وَجَلَّ: (لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ... (٧٣)

يحتمل هذا الكلام وجوهًا:

أحدها: على التعريض من الكلام، أي: لا تؤاخذني بما لو نسيت؛ كقول إبراهيم حيث قال: (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقَالَ إِنِّي. .)، ونحوه، أي: سأسقم.

والثاني: على حقيقة النسيان؛ نسي قوله: {فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ} بعدها؛ لما رأى من المناكير في الظاهر، وهكذا كانت عادة الأنبياء أنهم إذا رأوا منكرا لا يملكون أنفسهم حزنًا وغضبا على ما رأوا فلا ينكر أن يكون نسي ما قال له.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: على التضييع والترك، فهو يخرج على الأول، واللّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}.

قَالَ بَعْضُهُمْ: لا تكلفني من أمري ما يعسر عليَّ.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: الإرهاق: هو الشدة والتعب.  

وقَالَ بَعْضُهُمْ: {وَلَا تُرْهِقْنِي}، أي: لا تغشني عسرًا.

﴿ ٧٣